Follow me on Twitter

الأحد، 31 يوليو 2011

حق الشهداء ليس قضية حقوقية, أو ليس فقط

هل كان تقديم قضية حق الشهداء مشوبا بخطأ ما؟
القضية واضحة كل الوضوح ـ أو ينبغى أن تكون: محاكمة قتلة الشهداء, من أصغر ضابط حتى الفاسد المخلوع, والاقتصاص منهم جميعا, هذا فى المقام الأول حق للمصريين جميعا...لأن محاكمة القتلة من شأنها المساهمة فى القضاء على ثقافة الإفلات من العقاب السائدة فى وزارة الداخلية المصرية, وبالتالى فهى الخطوة الأولى على طريق تفكيك الدولة البوليسية, وإسقاط جمهورية الخوف.
إذا كانت الحرية والكرامة الإنسانية من مطالب الثورة المصرية, فمن البديهى أنهما لن تتحققا فى جمهورية الخوف, فى دولة أمن الدولة, وإذن فإن حق الشهداء, أى محاكمة قتلتهم والاقتصاص منهم, ليس حقا لأسر الشهداء فقط, بل هو حقنا كلنا.

لكن ما حدث هو أن القضية قدمت للناس بنوع من الشخصنة, ظهر فيها هذا الحق وكأنه حق شخصى لأسر الشهداء وحدهم, مما أدى إلى بعض النتائج غير المرغوبة: 
1- اصطبغت القضية أحيانا بصبغة "شرعية", أفسحت المجال لظهور تعبيرات مثل "أولياء الدم", مما أتاح لبعض الأدعياء والمتنطعين ـ ولعلنا عرفنا أنهم أدعياء متنطعون فى جمعة 29 يولية ـ مساومة أهل الشهداء على حقهم, فى مقابل الدية "الشرعية": مئة ناقة أو ما يعادلها!
2- تصورت أعداد يتفاوت تقديرها من جموع الشعب المصرى, صاحب المصلحة الأكيدة فى القصاص للشهداء, أن القضية لم تعد تعنيهم مباشرة, بما أن للدم "أولياء" مسؤولون عنه, وبالتالى خسر اعتصام أهالى الشهداء فى ميادين التحرير جمهورا من المتعاطفين, بل والمشاركين, كان تعاطفه مضمونا لو أُحسن عرض القضية عليه.
3- تضاءلت القضية الآن, حتى وصفها بعض أنبل النشطاء وأدقهم فهما لثورتنا بأنها قضية حقوقية وأخلاقية...وهى بالطبع كذلك, لكنها فى الأساس قضية سياسية, ما دامت تمثل جزءا من المهمة الضرورية التى لم تنجزها الثورة بعد, ولن تنجح إلا بإنجازها: تفكيك الدولة البوليسية, وإسقاط جمهورية الخوف, لكى يتحقق, حقا وصدقا, مطلبا الحرية والكرامة الإنسانية.

الأربعاء، 13 يوليو 2011

شعور

سامحنى يا رب, لكن بيجيلى شعور ـ لعله من الشيطان, ولعل إعلانى عنه الآن من الشيطان...طب باعلن عنه ليه؟ ماعرفش.
لكن كل ما اسمع تميم البرغوتى بيأكد على مصريته, باشعر برنة من عدم الصدق.

الثلاثاء، 5 يوليو 2011

ذكريات

جدتى لأمى...ما زلت إلى اليوم أراها أكثر خلق الله طيبة وسماحة. كان تعبير وجهها الدائم إما ابتسامة صريحة أو نزوعا نحو الابتسام. لم أرها غاضبة قط, ولا أعرف كيف كان الغضب ليغير ملامحها, كما يغير ملامح الآخرين.
نينة محفوظة...جارة جدتى التى كانت تأتى للتسامر معها, يوميا تقريبا, واقتراض ما فيه النصيب من خضار أو زيت أو سكر أو أرز. لم تكن شريرة ـ على ما أظن ـ لكنها كانت تعانى من ذلك الداء الذى نصفه ـ تأدبا ـ بالحرص.
أحيانا كانت أمى تعود من عملها وتفتح الثلاجة بحثا عن شىء وضعته فيها بيدها بالأمس أو حتى صباح نفس اليوم, فلا تجده. 
تسأل أمى جدتى: فين الخيار اللى هاعمل بيه السلطة؟ 
جدتى: استلفته محفوظة. 
أمى, مذهولة: كله؟ 
تبتسم جدتى فى حياء يذيب الحجارة, ولا ترد.
وهنا تعنفها أمى: ما هى طيبتك دى اللى مطمعة الناس فيكى! 
وأنا أنظر إلى جدتى مشفقا, وأعرف أيضا فى قرارة نفسى أنها ـ رغم اجتراء أمى الذى لا يغتفر ـ لن تغضب منها, بل لعلها تلتمس لها العذر, وتراها ـ بينها وبين نفسها ـ محقة.
رحمهم الله جميعا, أمى وجدتى ومحفوظة.

القصد...قبل الثورة, كان يحيى الجمل يذكرنى بستى أمينة, جدتى. كانت بيضاء رقيقة الجلد مثله, ولهجتها فى الحديث تشبه لهجته.
أما الآن, بعد الثورة, فإننى أراه أقرب لمحفوظة.

إذا شئنا استكمال الأمثولة, فقد تكون جدتى هى مصر, والثورة ـ التى تحاول ردها إلى شىء من التعقل ـ هى أمى.
أما أنا...