Follow me on Twitter

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

من غير عنوان

يوم ١١ فبراير تسلم المجلس العسكرى إدارة البلاد.
ولأن الجيش مش قوة ثورية ولن يكون أبدا، ناهيكم عن مدى ثورية المجلس نفسه بمشيره وفريقه وسلطاته وبابا غنوجه، كان ضروريا أن تحاول الثورة تحقيق أهدافها من خلاله، عبر آلية الضغط والمطالبة، الضغط بالمظاهرات والاعتصام أحيانا، والتقدم بمطالب الثوار فى هذه المظاهرات.
والحقيقة  ـ ومن غير شتيمة لو سمحتم ـ أن المجلس أبدى مرونة كبيرة، واستعدادا للتفاهم على كل شىء ومع كل الأطراف:
- غيّر المجلس حكومة البلوفر، وجاب لنا حكومة الراجل الكمّل عصام شرف من الميدان، وشلناه على كتافنا يوميها وكنا فرحانين ولا كأنه نبى الثورة.
- اعترضنا على الدستور فعمل لنا استفتاء على بعض مواده، وبعدين راح مطلع إعلان دستورى بمواد جديدة، وبعدين قعد يلاعبنا بوثائق فوق دستورية واحدة ورا التانية، من البسطويسى ـ عشان بس ما حدش ينسى ـ للسلمى، مرورا بوثيقة الأزهر.
- طلبنا محاكمة مبارك وقتلة الثوار فحاكم مبارك وقتلة الثوار...صحيح مفيش أحكام صدرت إلا على اتنين أمناء شرطة هربانين، لكن احنا ما طلبناش أحكام، احنا طلبنا المحاكمة بس.
- طلبنا استعادة أموالنا المنهوبة فأنشأ جهازا كاملا لاسترداد الأموال...صحيح بعد ٣ شهور كاملة، قضاها اللصوص فى إخفاء معالم الكنز المسروق، لكن معلش، المهم أنه لبى لنا طلباتنا.
- طلبنا حل المجالس السابقة فحلها كلها.
- طلبنا حل الحزب الواطى فحل الحزب الواطى.
- طلبنا تطهير الحياة السياسية من الفلول فقعد يدرس فى قانون الغدر، وفى الآخر طلعلنا قانون العزل.
ويمكن يكون فيه أمثلة تانية بس أنا مش فاكرها دلوقتى، ما هو أنا عقلى مش دفتر.

حاجة واحدة بس ما عملهاش المجلس العسكرى، ومش هيعملها المجلس العسكرى، لأنها سر بقاء دولة المجلس العسكرى، ودولة مبارك من قبله: تفكيك الدولة البوليسية.

ولن أكلف نفسى عناء توضيح أن تغيير اسم جهاز أمن الدولة إلى قطاع الأمن الوطنى، وإحالة بضعة لواءات إلى التقاعد، ممن بلغوا سن التقاعد أصلا، لا يعنى على الإطلاق أى مساس بالدولة البوليسية.

والآن، فى المزنق الخطير الذى تجد فيه الثورة نفسها، وبعد ردود الأفعال التى تبدو مرحبة بخطاب المشير طنطاوى اليوم ٢٢-١١-٢٠١١، وطرحه لفكرة الاستفتاء على بقاء المجلس مديرا للمرحلة الانتقالية اللى مش عارفين هتنقلنا لفين، فقد حان الوقت لمراجعة بعض البديهيات واستخلاص بعض النتائج منها.

هناك ما يشبه الإجماع على أن الحكم العسكرى هو سر النكسات المتتالية التى تعرضت لها مصر فى تاريخها الحديث، وعلى ضرورة الخلاص منه أخيرا بقى بعد ثورة عارمة، أخرجت الشعب المصرى عن بكرة أبيه تقريبا إلى الشوارع، مرتين فى خلال ١٠ شهور...
وأنا أشارك هذا الإجماع وأضم صوتى إلى صوته، بس خلونى أفكر معاكم بصوت عالى: هو إيه بالضبط اللى مخلى الحكم فى مصر عسكرى؟
- هل ورد ذكر العسكر كمؤسسة حاكمة فى أى دستور تبنته مصر طوال تاريخها الحديث؟ أبدا.
- هل يحتجز العسكر لأنفسهم "كوتة" فى البرلمان، أو حصة معينة من المناصب الرسمية، فيما عدا حكم المحافظات الحدودية، باتفاق مكتوب؟ أبدا
- هل يمثل العسكر حزبا سياسيا، يتصادف أنه "يفوز" بالانتخابات دائما وبالتالى يبقى فى الحكم إلى أبد الآبدين؟ أبدا

أمال إيه اللى مخلى الحكم عندنا عسكرى؟

إنها الدولة البوليسية، التى لن يعمد العسكر إلى تفكيكها طواعية أبدا.

الدولة البوليسية هى التى تتيح للعسكر احتكار منصب رئيس الجمهورية،عن طريق تكليف وزارة الداخلية ـ يعنى البوليس ـ بتزوير الاستفتاءات، ومن بعدها الانتخابات، الرئاسية، وضمان حصول مرشحهم على أعلى الأصوات، ثم تلفيق التهم لمنافسه الأقرب وإلقائه فى السجن عدة سنوات، والإفراج عنه بدواع صحية وتصوير الأمر على أنه مكرمة من السيد الرئيس. هل يذكّركم اسم أيمن نور بشىء؟ 
الدولة البوليسية هى التى تتيح للعسكر تلفيق القضايا ضد المعارضين، وتعذيبهم وقمعهم ومطاردتهم فى أرزاقهم، وفى أى مكان يمكن أن يصل فيه صوتهم للناس، فى ندوات الجامعات أو المساجد أو الكنائس، وتغييب القضايا ضد المعاونين فى الأدراج، مهما تكررت البلاغات المقدمة فيهم للنيابة الحرة النزيهة.
الدولة البوليسية هى التى تمنع استقلال القضاء، وتعمل عامدة على إفساد بعض رجاله بالمناصب المخترعة والانتدابات المغرية، حتى تسيطر من خلالهم على صناديق الانتخابات، وفى بعض الأحيان تستغنى تماما عن الإشراف القضائى على تلك الصناديق، كما فعل مبارك فى أيامه الأخيرة، حين تتعالى همهمات الاحتجاج من بعض القضاة، خجلا من صفاقة التزوير الذى اضطروا للإشراف عليه.

وأنا فعلا والله مش فاهم، ما هذه الثورة التى تصف نفسها بأنها ثورة حرية وكرامة، ثم لا تجعل من تفكيك الدولة البوليسية مهمتها الأولى، وشغلها الشاغل فى المرحلة الانتقالية؟ يعنى إذا قلنا إن هذه التغييرات الكبرى ليست مهمة الحكومة الانتقالية والمفروض أن تجريها أول حكومة منتخبة، يبقى أنا عاوز حد يحل لى المشكلة دى: كيف ستتعامل أول حكومة منتخبة مع وزارة الداخلية وهى على ما هى عليه من وساخة؟ هيجيبولها وزير منين؟ وهيعمل إيه مع وكر التعابين دة؟

ما علينا، المهم إننا دلوقت فى منعطف شديد الخطورة، والمطالب المرفوعة تحير بعض الناس وتهدد بانقسام جديد لقوى الثورة، فليه ما نخرجش من مجزرة الأيام الخمسة الأخيرة بمكسب واحد على الأقل، خاصة لو كان هذا المكسب توافقيا وكفيلا بإعادة تعاطف الناس مع الثورة بعد التهديدات الأخيرة التى تعرض لها هذا التعاطف؟

إننى أسألكم بكل ما بقلبى من لهفة على بلدى وخوف على ثورتى التى فتحت لى ـ ولكل المصريين ـ باب الأمل فى حياة كريمة على تراب مصر، هل يمكن أن يختلف إخوانى مع علمانى، أو يسارى مع كنباوى، على هذه المطالب: 
١- إعادة هيكلة وزارة الداخلية بالكامل، على أساس الخطة الواردة هنا.
٢- تطهير النيابة والقضاء، والشروع فى إعداد مبادرة مماثلة لمراقبة الفساد فى هاتين المؤسستين، ودراسة جعل بعض المناصب بالانتخاب محدد المدة، كالنائب العام مثلا.
٣- وفى الآخر نعصر على نفسنا قفص ليمون ـ إذا فشلنا فى الخلاص من المجلس عن طريق اعتصام التحرير الحالى، أو الاتفاق على آلية هذا الخلاص ـ ونقبل وجوده لحد يونية ٢٠١٢ زى ما وعد، بشرط أن يخلصنا من الدولة البوليسية...وأنا أزعم أن الخلاص من الدولة البوليسية كفيل فى ذاته بتخليصنا من حكم العسكر.

السبت، 24 سبتمبر 2011

الخازوق الفكاهى...المقلوظ

من شبه المتفق ـ أو المختلف ـ عليه إننا هنشوف أيام سودة, لكنها برضه لن تخلو من الفكاهة...على النحو الآتى بيانه.
يبدأ هذا الفاصل الفكاهى ـ ككل فواصلنا الفكاهية الأخيرة ـ عقب الاستفتاء السعيد, الذى تجسدت فيه الإرادة الشعبية, وأسبغت الشرعية على كل مشتاق إليها, بحق أو بدون حق.
ما علينا, المهم إن الشعب قال كلمته, واختار الانتخابات أولا ـ أو قال نعم للدين, فى أقوال أخرى.
أعقب هذا فاصل قصير صدرت خلاله بعض البرطمة التى عللها البعض بحلاوة الروح, عن معسكر الحريات, تهذى بما معناه إن الملعب قد لا يكون مهيأ تماما للعبة الديمقراطية, وقد تكون الخطوة الأولى على طريق تهيئة الملعب هى وضع الدستور أولا.
وعنها وبدأت القوى الوطنية, وبالذات التقدمية ـ لأن الإسلامية تهليلها وتكبيرها مفروغ منه طبعا ـ بدأت تهلل لهذا الاختيار القويم, وتطلق نيرانها على أى وكل معترض على هذا الترتيب, بحجة لا ننكر وجاهتها, ومفادها أن:
1- الشعب أدرى بمصلحته, وهو يتمتع بأهلية كاملة لا تنقص خردلة لممارسة الديمقراطية وحق الانتخاب.
2- الدستور مجرد كلام على ورق, تستعمله السلطات الباطشة بديلا عن ورق التلاويت, وتصونه السلطات المنتخبة وتضعه فى ننى أعينها, بدليل امتلاء دستور 71 بمواد الحريات.
3- أصلا أصلا, الحريات اللى انتوا مقهورين عليها قوى دى مش مهمة للدرجة دى. المهم العدالة الاجتماعية وحقوق الغلابة, اللى عادة ما تهملها الدساتير. العبرة ـ دائما وأبدا ـ بالممارسة العملية للحكومة المنتخبة, المسؤولة أمام الشعب الذى جاء بها عن طريق...بالضبط, الانتخابات أولا.
طيب, كلام جميل وكلام معقول, مقدرش أقول حاجة عنه...وأنا فعلا ما قلتش حاجة عنه, ليس فقط لأنه جميل ومعقول, ولكن أيضا لأننى لا أريد أن أُحرق بجاز وسخ.
أفندم؟ بتقول إيه؟ 
زى ما بقول لحضرتك والله...فقد بلغ من اقتناع معسكر الانتخابات أولا بمتانة حجته, وخاصة جناحه اليسارى التقدمى, أنه اعتبرالحديث عن الدستور فى ذلك العرس الديمقراطى البهيج نخبوية بغيضة, يمكن لمن يروجها أن يذهب ويولع فى نفسه بجاز وسخ...هذا ما قاله أحد أبرز نشطائهم بالحرف الواحد فى حوار تلفزيونى مشهود.
ما علينا مرة أخرى, فلسنا فى معرض العتاب...المهم أننا عشنا ـ ونعيش ـ منذ ذلك الحين فى انتظار الانتخابات والحكومة المنتخبة.
إلى أن جاءت تصريحات ممدوح شاهين الأخيرة لتوقظ فى دماغى شكوكا, أشهد الله أنها ظهرت منذ نشر الإعلان الدستورى الميمون ولم تختف تماما بعدها, إلا أننى حرصت دوما على كبتها فى تلافيف عقلى الباطن, لعل وعسى.
قاللك إيه سيادة اللوا؟
أبدا, لقد تساءل مستنكرا: مين قال إن البرلمان القادم هيشكل الحكومة؟ ما زال النظام رئاسيا.
يعنى إيه؟
يعنى إيه يعنى إيه؟ ما الكلام واضح. النظام رئاسى وسلطة تشكيل الحكومة فى يد رئيس الجمهورية, اللى هو المجلس, اللى هو المشير, وعلى المتضرر مراجعة الإعلان الدستورى, هل ورد فيه أى ذكر لبرلمان منتخب يشكل الحكومة؟
وهكذا بدهتنى الحقيقة, كما يقال بالنحوى. أو الحقيقة إنها ما بدهتنيش قوى يعنى, لإنها كانت تخايلنى فى جانب من عقلى وأنا أتغابى عنها عمدا, حتى هتك سيادة اللوا ممدوح شاهين ستر غبائى, ووضعنى ـ أنا والكثيرين فيما أظن ـ أمام مأزقنا المقلوظ: إذا ما كانش البرلمان هيجيب حكومة, أمال هيجيب لنا إيه إن شاء الله؟
نعم؟ إنت هتستهبل بقى؟ هيجيب لنا تشريعات. ما هى دى شغلة البرلمان الأساسية, واسمه فى الدنيا كلها السلطة التشريعية. 
ماشى يا فالح, تشريعات على أساس إيه؟ فين الدستور اللى هيستوعب هذه التشريعات ويُرجع إليه فيها؟ ولا هيحطوا تشريعات تسقط بعد ذلك بدعوى عدم الدستورية؟
آه, الظاهر إنك مش عارف حاجة وبتتكلم وخلاص. ما هو البرلمان دة برضه هو اللى هيحط الدستور, وأكيد هيعمل حسابه يعنى. 
طيب, يعنى إحنا هنفترض إن كل نايب من نواب هذا البرلمان هيبتدى دورته التشريعية وهو عنده تصور معين فى دماغه, ومش بس فى دماغه لوحده, إنما كمان متفق عليه ما بين بقية النواب, أو على الأقل نواب الأغلبية, عن شكل الدستور القادم, والتشريعات التى يمكن أن تتفق معه, وبالتالى نفترض أيضا أن عملية وضع الدستور هى الأولوية القصوى والمهمة الأولى وربما الأخيرة لبرلماننا المنتخب, المنتظر, القادم.

فاصل من الصمت حتى يستوعب الجميع هذا الكشف "الجديد".

أيوة, آه والله العظيم هو دة اللى هيحصل: 
 إحنا يا حضرات اتخانقنا خناقة الانتخابات أولا عشان ننتخب البرلمان اللى هيعمل الدستور أولا (بس دستور بالأغلبية والمغالبة وليس بالتوافق والإجماع), وشكرا وسلامو عليكو.

على بال بقى ما تبتدوا تفكروا فى دلالة هذا الاكتشاف,وعواقبه, ومقتضياته, أحب أفكركم بجانب واحد على الأقل من جوانب الفكاهة فى قلب هذه الأشجان:

بعد أن أنفق نشطاء ومثقفو معسكر "الانتخابات أولا" كل هذا الوقت والجهد لإقناع "الشعب" بأن الدستور شىء نخبوى بغيض ومش مهم خالص دلوقتى ـ أو حتى مش مهم فى أى وقت ـ والانتخابات هى المهمة, ولازم نحشد الناس للمشاركة فيها, وعلى كل مواطن شريف, خصوصا لو كان كادح وحقه مهضوم, أن يمارس حقه الانتخابى بعناية فائقة, ويختار المرشح اللى هيمثله فى البرلمان ويجيب له حقه, إلخ...بعد كل دة, أحب أشوف نفس النشطاء والمثقفين إزاى هيقنعوا نفس الشعب إنه يهتم ويشارك فى انتخابات كل دورها إنها تجيب لنا برلمان يكتب لنا الدستور, اللى هو مش مهم خالص دلوقتى.

الاثنين، 29 أغسطس 2011

عودة النظام

قاللك الجيش حما الثورة.
طب وإيه يعنى، ما الإخوان حماة الثورة.
وطبعا كان لازم حما الثورة "يعقد" على حماة الثورة، إمال يعنى هيعيشوا سوا فى الحرام؟
نهايته، ما هو الشعب برضه ما سكتش...
الشعب شاف كدة قام منقسم على طول، إلى عدة فرق: 
الفريق الأول قاعد يغنى مع دكتورة الأغنية الشعبية، الفنانة ليلى نظمى: حماتى يا نينة دلوعة عليا...
أما الفريق الثانى، الذى لا يقل شعبية عن الأول، فقد اختار اتباع المثل الشعبى: كدت حماتى بـ*راطى...
وتحولت الثورة، التى حماها الجيش وحماتها الإخوان، إلى مباراة بين هذين الفريقين.
وهذا لا يمنع من وجود فريق تالت، سب الدين لحماه وحماته والفريقين، ولم هدومه وخد العيال وراح قعد عند أمه عشان يشوف الماتش فى التلفزيون.
المشكلة الصغيرة التى غفلت عنها كافة الفرق هى إنه مفيش ملعب أساسا نلعب عليه المباراة، الملعب اتسرق يا حضرات.
والباشا بيقولكم يلا من هنا، هنرش مية.

الأحد، 14 أغسطس 2011

لا لمحاكمة المدنيين عسكريا

لا لمحاكمة المدنيين عسكريا
لا لمحاكمة المدنيين عسكريا
لا لمحاكمة المدنيين عسكريا
لا لمحاكمة المدنيين عسكريا
لا لمحاكمة المدنيين عسكريا
لا لمحاكمة المدنيين عسكريا
لا لمحاكمة المدنيين عسكريا
لا لمحاكمة المدنيين عسكريا
لا لمحاكمة المدنيين عسكريا
لا لمحاكمة المدنيين عسكريا

الأحد، 31 يوليو 2011

حق الشهداء ليس قضية حقوقية, أو ليس فقط

هل كان تقديم قضية حق الشهداء مشوبا بخطأ ما؟
القضية واضحة كل الوضوح ـ أو ينبغى أن تكون: محاكمة قتلة الشهداء, من أصغر ضابط حتى الفاسد المخلوع, والاقتصاص منهم جميعا, هذا فى المقام الأول حق للمصريين جميعا...لأن محاكمة القتلة من شأنها المساهمة فى القضاء على ثقافة الإفلات من العقاب السائدة فى وزارة الداخلية المصرية, وبالتالى فهى الخطوة الأولى على طريق تفكيك الدولة البوليسية, وإسقاط جمهورية الخوف.
إذا كانت الحرية والكرامة الإنسانية من مطالب الثورة المصرية, فمن البديهى أنهما لن تتحققا فى جمهورية الخوف, فى دولة أمن الدولة, وإذن فإن حق الشهداء, أى محاكمة قتلتهم والاقتصاص منهم, ليس حقا لأسر الشهداء فقط, بل هو حقنا كلنا.

لكن ما حدث هو أن القضية قدمت للناس بنوع من الشخصنة, ظهر فيها هذا الحق وكأنه حق شخصى لأسر الشهداء وحدهم, مما أدى إلى بعض النتائج غير المرغوبة: 
1- اصطبغت القضية أحيانا بصبغة "شرعية", أفسحت المجال لظهور تعبيرات مثل "أولياء الدم", مما أتاح لبعض الأدعياء والمتنطعين ـ ولعلنا عرفنا أنهم أدعياء متنطعون فى جمعة 29 يولية ـ مساومة أهل الشهداء على حقهم, فى مقابل الدية "الشرعية": مئة ناقة أو ما يعادلها!
2- تصورت أعداد يتفاوت تقديرها من جموع الشعب المصرى, صاحب المصلحة الأكيدة فى القصاص للشهداء, أن القضية لم تعد تعنيهم مباشرة, بما أن للدم "أولياء" مسؤولون عنه, وبالتالى خسر اعتصام أهالى الشهداء فى ميادين التحرير جمهورا من المتعاطفين, بل والمشاركين, كان تعاطفه مضمونا لو أُحسن عرض القضية عليه.
3- تضاءلت القضية الآن, حتى وصفها بعض أنبل النشطاء وأدقهم فهما لثورتنا بأنها قضية حقوقية وأخلاقية...وهى بالطبع كذلك, لكنها فى الأساس قضية سياسية, ما دامت تمثل جزءا من المهمة الضرورية التى لم تنجزها الثورة بعد, ولن تنجح إلا بإنجازها: تفكيك الدولة البوليسية, وإسقاط جمهورية الخوف, لكى يتحقق, حقا وصدقا, مطلبا الحرية والكرامة الإنسانية.

الأربعاء، 13 يوليو 2011

شعور

سامحنى يا رب, لكن بيجيلى شعور ـ لعله من الشيطان, ولعل إعلانى عنه الآن من الشيطان...طب باعلن عنه ليه؟ ماعرفش.
لكن كل ما اسمع تميم البرغوتى بيأكد على مصريته, باشعر برنة من عدم الصدق.

الثلاثاء، 5 يوليو 2011

ذكريات

جدتى لأمى...ما زلت إلى اليوم أراها أكثر خلق الله طيبة وسماحة. كان تعبير وجهها الدائم إما ابتسامة صريحة أو نزوعا نحو الابتسام. لم أرها غاضبة قط, ولا أعرف كيف كان الغضب ليغير ملامحها, كما يغير ملامح الآخرين.
نينة محفوظة...جارة جدتى التى كانت تأتى للتسامر معها, يوميا تقريبا, واقتراض ما فيه النصيب من خضار أو زيت أو سكر أو أرز. لم تكن شريرة ـ على ما أظن ـ لكنها كانت تعانى من ذلك الداء الذى نصفه ـ تأدبا ـ بالحرص.
أحيانا كانت أمى تعود من عملها وتفتح الثلاجة بحثا عن شىء وضعته فيها بيدها بالأمس أو حتى صباح نفس اليوم, فلا تجده. 
تسأل أمى جدتى: فين الخيار اللى هاعمل بيه السلطة؟ 
جدتى: استلفته محفوظة. 
أمى, مذهولة: كله؟ 
تبتسم جدتى فى حياء يذيب الحجارة, ولا ترد.
وهنا تعنفها أمى: ما هى طيبتك دى اللى مطمعة الناس فيكى! 
وأنا أنظر إلى جدتى مشفقا, وأعرف أيضا فى قرارة نفسى أنها ـ رغم اجتراء أمى الذى لا يغتفر ـ لن تغضب منها, بل لعلها تلتمس لها العذر, وتراها ـ بينها وبين نفسها ـ محقة.
رحمهم الله جميعا, أمى وجدتى ومحفوظة.

القصد...قبل الثورة, كان يحيى الجمل يذكرنى بستى أمينة, جدتى. كانت بيضاء رقيقة الجلد مثله, ولهجتها فى الحديث تشبه لهجته.
أما الآن, بعد الثورة, فإننى أراه أقرب لمحفوظة.

إذا شئنا استكمال الأمثولة, فقد تكون جدتى هى مصر, والثورة ـ التى تحاول ردها إلى شىء من التعقل ـ هى أمى.
أما أنا...

الأربعاء، 1 يونيو 2011

On Representation


Commenting on my previous post, a Twitter friend said that the list of 50 names I nominated for drafting the constitution is not "representative". It has too many leftist fiction writers, very few "centrist" figures, and no business/industry people.
And he's right of course. The point of the list was to demonstrate how easy it is for an individual to draw one up. And by inference, how even easier it would be for political and civil-society entities.
The list itself was rather personal, in the sense that I chose people I simply like, people who in my humble opinion would do a good job of drafting a good constitution, enabling this country to move, at long last, forward.
Still, the nagging demon of pride is egging me on: how dare he criticize "your" list? And what is this "representation" he's harping on? And what exactly does "centrist" mean? And so on and so forth.
OK, dear demon, simmer down. I will try to air some of your grievances, albeit in a slightly more rational way.
As regards representation: if one list of names, designed for a constitutional assembly, could be representative of the variety and diversity of a society like ours, then what would be the point of electing such an assembly? Just choose the "most representative" list and be done with it.
About centrism, I just think the term is relative to the point of uselessness. Some people consider M. S. Al-Awwa centrist. Go figure.
As for the leftist fiction writers, I like to think that those I included are not just any fiction writers. And a certain way of looking at constitutions regards them as fictions, "supreme" or founding fictions. It's only fitting that writers of fiction should have a say in writing "up" this one. And really, to have our constitution phrased by Edouar El-Kharrat, the Arabic stylist of our time, won't we at least have a piece of fine literature, if nothing else?
Finally comes the business/industry part. Believe me, I tried. God knows, we have no shortage of "business" people here, but finding more than one or two of them who seem to genuinely care for the commonwealth has proven to be exceedingly difficult. Industry? I hope I live to see the day when Egyptian industry brings us self-sufficiency in just one of the truly vital areas of food security, pharmaceuticals, or heavy manufacturing.  

السبت، 28 مايو 2011

عن أولوية الدستور/وتفنيدا لخلط شائع

الأول
كيف تطالبون بدستور يسبق كل شىء, بما فيه الانتخابات؟ ألا يعنى هذا أن تضع الدستور لجنة/جمعية غير منتخبة؟
الثانى
من قال هذا؟ هل جاء فى القرآن مثلا أنك لا تستطيع انتخاب جمعية تأسيسية قبل انتخاب مجلس تشريعى؟
الأول
ولكن كيف تنتخب تلك الجمعية بدون انتخابات تشريعية؟ ولماذا؟
الثانى
اسمح لى بالإجابة على سؤال لماذا أولا:
الانتخابات التشريعية, أو فى الواقع أية انتخابات, هى فى النهاية سباق يفوز فيه البعض ويخسر البعض, فإذا قصرت حق/امتياز المشاركة فى الجمعية التأسيسية على الفائزين فقد حرمت الخاسرين عمليا منه.
الأول
وما العيب فى هذا؟ لقد خسروا, أى أن الشعب لا يريدهم.
الثانى
لعله لا يريدهم ممثلين له فى مجلس تشريعى, أما الجمعية التأسيسية, التى تتولى صياغة دستور دائم, فقصة أخرى تماما. الدستور عقد تكتبه أمة بأسرها, يعبر عما ارتضته تلك الأمة نظاما لها, ولن يكتسب منعته الضرورية إلا بأوسع تراض ممكن, تراض لا يستبعد الخاسرين بحجة أنهم خسروا. هذه واحدة, والثانية أن الانتخابات التشريعية تدور أساسا فيما بين أحزاب سياسية, فهل تملك الأحزاب السياسية وحدها حق إبداء الرأى فى الدستور؟ ألا توجد كيانات أخرى تستحق المشاركة؟
الأول
ماذا تقصد بالضبط؟ أتريد زيادة الأمر تعقيدا؟
الثانى
لا أزيده تعقيدا, بل مشاركة ديمقراطية. أليس من حق النقابات المهنية ـ مثلا ـ أن تشارك فى وضع الدستور؟ أو اتحادات العمال؟ أو غرف رجال الأعمال؟ أو تجمعات الفنانين والمثقفين/اتحادات الكتاب؟ وهلم جرا؟
الأول
لكن توسعة المشاركة على هذا النحو تقتضى وقتا أطول, والوقت هو ـ بالضبط ـ ما لا نملك منه الكثير.
الثانى
وهنا أجيب عن سؤال كيف. أتصور أن يتم الأمر على عدة مراحل, بالشكل التالى:
1- تضع الكيانات المشاركة (أحزاب, نقابات, اتحادات, إلخ) قوائما بالأسماء التى ترشحها لكتابة الدستور, بحيث يكون لكل كيان حق تقديم قائمة واحدة, بها عدد محدد من الأسماء يوافق العدد المقترح للجنة التأسيسية, وليكن مثلا 50 اسما.
2- تقوم لجنة قضائية مستقلة بمراجعة القوائم المقدمة, وإذا تكرر اسم أو أكثر منها فى "كل" القوائم, يصبح هذا الاسم/الأسماء عضوا فى اللجنة التأسيسية بشكل آلى, بما يشبه التزكية.
3- تُجمع الأسماء الباقية ـ التى لم تحصل على إجماع القوائم ـ فى بطاقة انتخابية تعرض على المواطنين لانتخاب بقية أعضاء اللجنة التأسيسية منها, بحيث يضع المواطن علامة على اسم أو أكثر من المعروضة عليه, بحد أقصى يساوى العدد اللازم لاستكمال اللجنة التأسيسية (مثلا, تتكون اللجنة التأسيسية من 50 عضوا, فاز منهم "بالتزكية" 10, تكررت أسماؤهم فى كل القوائم, وبقى 40 ينبغى انتخابهم. وعلى هذا يحق للمواطن أن يضع علامات أمام عدد من الأسماء فى بطاقة الانتخاب لا يتجاوز الأربعين, وإذا تجاوزها يعد الصوت باطلا). تقوم لجنة الفرز بإحصاء الاصوات التى حصل عليها كل اسم, بحيث يفوز بعضوية اللجنة التأسيسية من يحصل على أعلى الأصوات, ثم الذى يليه, والذى يليه, وهكذا حتى تكتمل اللجنة.
4- تجتمع اللجنة التأسيسية لوضع الدستور, ثم يستفتى الشعب فى قبوله أو رفضه.
(ولا ارى بأسا لو تمت هذه الانتخابات بالتزامن مع الانتخابات التشريعية, زيادة فى توفير الوقت, بحيث يدلى الناخب بصوته فى بطاقتين, واحدة لمرشحى مجلس الشعب, والأخرى لمرشحى اللجنة التأسيسية).
الأول
يا سلام! وكأنها مسألة بسيطة! أتعرف كم يحتاج كل هذا من وقت؟
الثانى
لا أدرى كم يحتاج من وقت, لكن إذا كنت أنا قادرا على وضع قائمة من 50 اسما, أرشحهم لكتابة دستور جديد لمصر, فى غضون الساعة التى استغرقها حوارنا, فلا أعتقد أنه سيكون طويلا على المعنيين بالأمر, إذا خلصت النوايا.
الأول
أية قائمة؟
الثانى
هذه القائمة:
1-    طارق البشرى
2-    محمد نور فرحات
3-    إبراهيم درويش
4-    حسام عيسى
5-    محمد غنيم
6-    مصطفى صفوان
7-    ليلى سويف
8-    إدوار الخراط
9-    بهاء طاهر
10-سكينة فؤاد
11-نجلاء بدير
12-نوارة نجم
13-محمد البرادعى
14-عبد المنعم أبو الفتوح
15-وائل جمال
16-سمير أمين
17-زياد بهاء الدين
18-جميل مطر
19-حسام الحملاوى
20-علاء سيف
21-محمود سالم
22-أحمد شقير
23-طارق على حسن
24-عمار الشريعى
25-منى مكرم عبيد
26-داود روفائيل خشبة
27-محمد المخزنجى
28-عاطف البنا
29-وائل غنيم
30-وسيم السيسى
31-صافيناز كاظم
32-نادر فرجانى
33-جلال أمين
34-إبراهيم عيسى
35-بلال فضل
36-هانى شكر الله
37-منى أنيس
38-إبراهيم أصلان
39-صنع الله إبراهيم
40-محمد أبو الغار
41-منى مينا
42-حجاج أدول
43-كمال خليل
44-كمال أبو عيطة
45-جمال عيد
46-سعيد إسماعيل على
47-ماريان خورى
48-أهداف سويف
49-رضوى عاشور
50-نهى الزينى